كان علي ترجمة بعض مقالات المجلة مما يتطلب جهداً يدفعه الشغف
كان هذا البرنامج بوابتي الأولى إلى عالم التصميم الرقمي. وبين أدواته البسيطة، كانت هناك أداة أبهرتني: الفرشاة التناظرية، التي كلما رسمت شيئاً ما في جانب من الشاشة ترسم مثيله في الجانب الآخر، فتمنح التصميم تناغم جميل.
محاكاة لتصميم قميص نادي النصر السعودي
بدأت أختار الألوان، وأرسم الخطوط، وأُنسّق التفاصيل الصغيرة بدقة شاب صغير يُحب ما يفعل. وما إن انتهيت من التصميم، حتى دخل أخي الأكبر، نظر إلى الشاشة مذهولاً، وقال:
“متى نزلوا قميص النصر على الكمبيوتر؟”
ابتسمت، ولم أجب مباشرة… كانت لحظة إدراك لا تُنسى؛ شعرت فيها أنني وصلت إلى مستوى جعلني أُحاكي التصميم الأصلي بدرجة قريبة ومُرضية.
ولأنني شعرت بالفخر بما صنعت، قررت أن أذهب أبعد من شاشة Amiga 500…
ذهبت إلى محل خياطة الملابس الرياضية في حي الملز، مقابل الملعب المعروف، وطلبت منهم تفصيل نفس القميص، لكن بألوان لا تنتمي لأي نادي رياضي… كانت ألوان من اختياري.
ولأول مرة، كتبت على صدر القميص كلمة Musalam — اسم العائلة — وكأنني أُعلن ميلاد هوية بصرية تخصّني وبالفعل تحولت فيما بعد إلى موقع musalam.com.
القميص الذي أخترته لنفسي بألوان لا تنتمي لأي نادي رياضي
كانت تلك لحظة ميلاد علاقة جديدة مع الحاسوب. لم يعد بالنسبة لي جهازاً للألعاب فحسب، بل أصبح أداةً للإبداع، وساحةً للتعبير، ووسيلةً لاكتشاف القدرات.
رسالة إلى الجيل الجديد:
في زمننا هذا، صار العالم الرقمي أوسع بكثير مما كان عليه. الأدوات متوفرة، والبرامج متاحة، والفرص أكبر.
لا تحصر علاقتك بالحاسوب في الألعاب فقط.
أنا لا أقول إن الألعاب خطأ، بل فيها متعة وفوائد أحياناً، ولكنني أدعوكم لتجربة شيء مختلف.
جرّب… وابدأ بشيء بسيط. لا تنتظر اعتراف الآخرين، كن أنت مكتشف نفسك.
ومن يدري؟ ربما تكون شرارة البداية في قميص ترسمه، كما حصل لي قبل أكثر من ثلاثين عام.