في لحظة إنسانية لا تُنسى، وبين أروقة مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض، التقيت التوأم السيامي البولندي أولغا وداريا، بعد نجاح عملية فصلهما التي قادها الفريق الطبي السعودي بإشراف الدكتور عبدالله الربيعة. كنت هناك، بعدستي، لا لأوثّق حدثاً طبياً فحسب، بل لأروي قصةً عابرةً للحدود… قصة أمل وإنقاذ.
ما لم أكن أتوقعه آنذاك، أن تجد هذه اللحظة طريقها إلى الصحافة البولندية، وأن تظهر صورتي في إحدى صحفهم وأنا أوثّق هذه الرحلة الإنسانية، تحت عنوان جانبي جميل:
“Olga i Daria czują się już w Arabii jak u siebie w domu!”
وترجمتها: “أولغا وداريا تشعران في السعودية وكأنهما في بيتهما.”
كانت شهادة صادقة نقلها الصحفيون لشعبهم عن كرم الضيافة ورحابة الاستقبال.
كما علّقت الصحيفة على الصورة بعبارة:
“التوأم محبوبتان من وسائل الإعلام السعودية.”
ولعلها لم تكن مجاملة، بل وصفاً لما شعرنا به جميعاً تجاه هذه القصة.
كان الهدف أكبر من مجرد تغطية إعلامية… كنا نروي قصة تعافي، ونسجل لحظة إنسانية برسالة تعبر الحدود وتفهمها كل الثقافات.
واليوم، بعد مرور سنوات، ما زلت أؤمن أن الرسالة الإنسانية الصادقة هي صنعة الإعلام الصحي الأولى… وأن كل صورة تُلتقط تبقى حيّة في الذاكرة، شاهدة على النبل، وناقلة لرسالة بلغة يفهمها الجميع.